السبت، ديسمبر ١٣، ٢٠٠٨

وعجبى !!!


ضريح رخام فيه السعيد اندفن

و حفره فيها الشريد من غير كفن

مريت عليهم .. قلت يا للعجب

لاتنين ريحتهم لها نفس العفن

وووووعجبي !!!

الجمعة، ديسمبر ٠٥، ٢٠٠٨

مصفقون


مصفقون


ما أكثر اتحاداتنا وما أصعب وحدتنا.. عدّوا على أصابعكم أيها الموحِّدون غير الموحَّدين.. اتحاد الكتاب العرب، اتحاد المسرحيين العرب، اتحاد الفنانين التشكيليين العرب، اتحاد الناشرين العرب، اتحاد أطباء الأسنان العرب، اتحاد أطباء العيون العرب، اتحاد أطباء "الخشوم" العرب، اتحاد "الحانوتية" العرب.. اتحاد "المشكّكين" العرب، اتحاد "المنافقين" العرب، واتحاد " المتأمركين" العرب.. اتحادات كثيرة مثل "الرز"، تنتشر من المحيط إلى الخليج، ومن الهزيمة إلى الهزيمة، ومن التشرذم إلى التشرذم، متخذة مقرات دائمة لها في جميع العواصم العربية، وأمناء عامّين، ورؤساء، وأعضاء إداريين، وأعضاء دائمين.. لكل شيء أسسنا له (اتحاد عرب).. إلا التصفيق.. ولا أدري سبب تأخر إنشاء اتحاد المصفّقين العرب إلى الآن، مع أن التصفيق أكثر المهن شيوعا، وأكثرها تواجدا في الفعاليات الثقافية والسياسية. أعطوني خطابا سياسيا واحدا يحضره حشد غفير من الحضور ولا يتم فيه التصفيق كلما ذكرت كلمة: وطن، شعب، حرية، ديمقراطية، وحدة عربية.. أعطوني خطابا سياسيا واحدا من المحيط إلى الخليج لم تتخلّله رقصات شعبية عفوية (مرتّبة مسبقا) وقصائد شعرية، ولم تختتم بحلقات الدبكة، وبالأهازيج الوطنية، ولم تقدّم فيه لوحات يشكّلها طلبة المدارس النموذجية. إذن وكما تلاحظون لا يوجد خطاب من غير تصفيق أو تصفير. ونتيجة لذلك ولكثرة المصفّقين الراغبين في الانتساب تبرز أهمية مأسسة التصفيق ليصبح منهجيا مؤسسيا، له مبادئه وحضوره على الساحة العربية، ومتجليا بضرورة الإسراع بإنشاء "اتحاد المصفقين العرب" في أقرب وقت ممكن.. فخطابات أمتنا تمرّ بمرحلة حرجة ولا بد من رص "الكفوف". كما يجب التنويه إلى أن هذا الاتحاد ستحكمه الأسس والقوانين المتعارف عليها في باقي الاتحادات، من حيث انتخاب أمينه العام، ومساعده وأعضاء الهيئة الإدارية. أما من حيث شروط الانتساب إلى الهيئة العامة فيجب أن يكون للمنتسب خبرة سابقة في التصفيق، وممارسا للمهنة بما لا يقل عن سنتين، أو أن يكون أحد "المصفّقين القدامى". بقي أن أذكر أن التصفيق أصلا "اختراع عربي" وهو عادة عربية بامتياز، والدليل على ذلك أن الحج في الجاهلية كان "تصفيقا وتصفيرا". وقبل أن أنسى وأختتم المقال، لا بدّ لي من استعراض أنواع التصفيق ولو بعجالة: فهناك تصفيق يتم مع تباعد وانفراج أصابع الكفّين، شبيه بتصفيق "غوّار الطوشة" في نهاية كل وصلة غنائية من وصلات "صحّ النوم" ويدعى هذا التصفيق بالتصفيق "الحامي". وهناك تصفيق يعتمد على تثبيت اليد اليسرى بشكل مائل مع قيام اليد اليمنى بالفعل الرئيس للتصفيق، ويدعى هذا التصفيق بالتصفيق "البارد" ويستخدم هذا النوع من التصفيق عند الفتور وعدم الحماس للفكرة. وهناك النوع الأخير من التصفيق، ويدعى "تصفيق حامي بارد" وهو عبارة عن "صفق" المسؤول الأمني يديه على وجوه غير المصفّقين.. لا لشيء ولكن رغبة منه في تشارك الجميع في الفرحة الوطنية. (منقول)