السبت، يناير ١٧، ٢٠٠٩

يا فخامة الرئيس

يا فخامة الرئيس-

رائعة من روائع د. عائض القرني


ع
لى إسرائيل أن تطمئن ولا تخاف من مفاعلات إيران النووية،
فلن تكون إيران أغْيَر من العرب على أرض العرب،
ولن تكون أحرص على أرض الإسلام من سلالة المهاجرين والأنصار،
وما دام العرب عجزوا عن فتح بيت المقدس،
فإيران أذكى من أن تورّط نفسها في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل.
وبيت المقدس في التاريخ الإسلامي فُتِح مرتين
على يد قائدين مسلمين عظيمين صالحين هما: عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي
تجمعهما التقوى والزهد والعدل والشجاعة،
ولن يفتح بيت المقدس إلا قائد تقي زاهد عادل شجاع،
ولا يفتحه قائد جاء على دبابة الاستعمار فلا بد للفتح من نكاح لا سفاح،
وفي الحديث الصحيح: «الولد للفراش وللعاهر الحجر»،
وغالب الرؤساء تولّوا برتبة عريف،
فكان أول مرسوم لهم أن ترقوا إلى رتبة فريق،
اقتباساً من الآية (فريق في الجنة وفريق في السعير)،
أما الجيوش العربية فغالبها متهيئة للانقلابات في بلادها،
فكل دولة عربية في الغالب تتربص بجارتها وتتوعّدها بالويل والثبور،
وعظائم الأمور، وغالب الشوارع العامة في الدول العربية مرفوعة
فيها أقواس النصر وصور القائد الرمز الملهم الضرورة،
حتى أني دخلتُ بلداً عربيّاً، وإذا صورة الرئيس القائد على الجسور
وعليه النياشين والنجوم، وعيناه كعيني الصقر،
وهو يشير بيده للجماهير كأنه ليث كاسر وتحت قدميه عبارات
سر بنا إلى الأمام، يا حبيب الملايين، ويا نصير المستضعفين،
مع العلم أن ثلث الشعب من المشرَّدين، والثلث الآخر من المسجونين،
والثلث الباقي يبيع الحلقوم والجوارب على طريق السالكين:
* وحـدويّون والبلاد شظايـا ـ كل جزء من جسمهـا أجزاءُ * ناصريّون نصـرهم أين ولَّى ـ يوم داست على الخدود الحذاءُ؟ * ماركسيّون والجماهير جوعى ـ فلمـاذا لا يشبـع الفقـراء؟ والعرب مشغولون بذكرى أعياد كبرى
، مثل ثورة 7 تموز،
يوم أكل الناس قشر الموز،
وثورة 9 كانون يوم ذاق الشعب النون وما يعلمون،
و5 آب يوم سفَّت الجماهير التراب،
وهذه الثورة المجيدة تمّت بمؤامرة
لاغتيال الرئيس السابق في آخر الليل،
وبهذه الطريقة صار العرب نكرة في المحافل الدولية:
* ولا يجوز الابتداء بالنكره ـ ومن أجاز ذاك فهو بقره. والعرب شجعان في الحروب الأهلية أو مع جيرانهم العرب
ففتح وحماس، في كرب وباس،
كل يحطّم رأس أخيه بالفاس،
وحزب الله وعدنا بنصر الله في القدس،
فإذا القتال في بيروت تحت شعار
(إذا جاء نصر الله والفتح)،
والسودان يفور،
من الخرطوم إلى دارفور،
كأنه على دافور،
وقادة الجهاد السبعة في أفغانستان تقاتلوا في ما بينهم،
وكل منهم مجاهد شهيد، وخصمه منافق رعديد،
والسلاح العربي غالبه (خردة) انتهت صلاحيته؛
لأنه بيع في عهد برجنيف وبعضه من عهد ديغول،
والجماهير تصفّق بمناسبة افتتاح مستوصف
في قرية من القرى وفتح طريق مسفلت طوله 3 كم،
وكثيرٌ من الشباب عاطل عن العمل
بعدما أكمل دراسته إلى رابعة ابتدائي ليلي من محو الأمية،
وأخذ كل شاب هراوة بيده،
وهم يرقصون ويرددون (الحسود في عينه عود)،
وما أدري من هو هذا الحسود الغبي الذي حسد العرب
ولم يحسد أهل الاختراعات والاكتشافات،
والذين احتلوا المريخ وعطارد بعدما احتلوا البحار والقفار،
وأنز لوا حاملة الطائرات (إيزن هور) في مياه الخليج
لتحمل مائة طائرة وكل مسمار من مساميرها كتمثال فخامة الرئيس،
إذاً فعلى إسرائيل أن لا تخاف حتى يظهر مثل عمر وصلاح الدين؛
لأن الماركة مسجّلة والبضاعة لا بد أن تكون من شركة مكّة الربانيّة النبوية،
عليها دمغة: (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)
تربّوا في (بيوت أذن الله أن تُرفع)
وهم من كتيبة (يحبهم ويحبونه)
العلامة الفارقة (سيماهم في وجوههم)،
والأمة التي رُزِقت عادل إمام سترزق بإمام عادل

الخميس، يناير ١٥، ٢٠٠٩

صمت من أجل غزة


خاصرتها بالألغام.. وتنفجر.. لا هو موت.. ولا هو انتحار

إنه أسلوب غـزة في إعلان جدارتها بالحياة

منذ أربع سنوات ولحم غـزة يتطاير شظايا قذائف

لا هو سحر ولا هو أعجوبة، إنه سلاح غـزة في الدفاع عن بقائها وفي استنزاف العدو

ومنذ أربع سنوات والعدو مبتهج بأحلامه.. مفتون بمغازلة الزمن.. إلا في غـزة

‏لأن غـزة بعيدة عن أقاربها ولصيقة بالأعداء.. لأن غـزة جزيرة كلما انفجرت

وهي لا تكف‏‏ عن الانفجار خدشت وجه العدو وكسرت أحلامه وصدته عن الرضا بالزمن.

لأن الزمن في غـزة شيء آخر.. لأن الزمن في غـزة ليس عنصرا محايدا‏

إنه لا يدفع الناس إلى برودة التأمل. ولكنه يدفعهم إلى الانفجار والارتطام بالحقيقة.

الزمن هناك‏‏ لا يأخذ الأطفال من الطفولة إلى الشيخوخة

ولكنه يجعلهم رجالا في أول لقاء مع العدو.. ليس الزمن‏‏ في غـزة استرخاء‏‏

ولكنه اقتحام الظهيرة المشتعلة.. لأن القيم في غـزة تختلف.. تختلف.. تختلف..

القيمة الوحيدة للإنسان‏‏ المحتل هي مدى مقاومته للاحتلال هذه هي المنافسة الوحيدة هناك.

وغـزة أدمنت معرفة هذه القيمة النبيلة القاسية.. لم تتعلمها من الكتب ولا من الدورات الدراسية العاجلة‏‏

ولا من أبواق الدعاية العالية الصوت ولا من الأناشيد.

لقد تعلمتها بالتجربة وحدها وبالعمل الذي لا يكون‏‏ إلا من أجل الإعلان والصورة‏‏.

إن غـزة لا تباهي بأسلحتها وثوريتها وميزانيتها إنها تقدم لحمها المر

وتتصرف بإرادتها وتسكب دمها‏‏. وغزة لا تتقن الخطابة.. ليس لغزة حنجرة..

مسام جلدها هي التي تتكلم عرقا ودما وحرائق.‏‏

من هنا يكرهها العدو حتى القتل. ويخافها حتى الجريمة. ويسعى إلى إغراقها في البحر

أو في الصحراء‏‏ أو في الدم‏‏. من هنا يحبها أقاربها وأصدقاؤها على استحياء يصل إلى الغيرة

والخوف أحيانا. لأن غزة هي الدرس الوحشي والنموذج المشرق للأعداء والأصدقاء على السواء.

ليست غزة أجمل المدن..

ليس شاطئها أشد زرقة من شؤاطئ المدن العربية‏‏

وليس برتقالها أجمل برتقال على حوض البحر الأبيض.

وليست غزة أغنى المدن..

وليست أرقى المدن وليست أكبر المدن. ولكنها تعادل تاريخ أمة.

لأنها أشد قبحا في عيون الأعداء، وفقرا وبؤسا وشراسة.

لأنها أشدنا قدرة على تعكير مزاج العدو وراحته، لأنها كابوسه، لأنها برتقال ملغوم،

وأطفال بلا طفولة وشيوخ بلا شيخوخة، ونساء بلا رغبات،

لأنها كذلك فهي أجملنا وأصفانا وأغنانا وأكثرنا جدارة بالحب.‏‏

نظلمها حين نبحث عن أشعارها فلا نشوهن جمال غزة،

أجمل ما فيها أنها خالية من الشعر

، في وقت حاولنا أن ننتصر فيه على العدو بالقصائد فصدقنا أنفسنا وابتهجنا حين رأينا العدو يتركنا نغني..

وتركناه ينتصر ثم جفننا القصائد عن شفاهنا، فرأينا العدو وقد أتم بناء المدن والحصون والشوارع.‏‏

ونظلم غزة حين نحولها إلى أسطورة لأننا سنكرهها حين نكتشف أنها ليست أكثر من مدينة فقيرة صغيرة تقاوم

وحين نتساءل: ما الذي جعلها أسطورة؟

سنحطم كل مرايانا ونبكي لو كانت فينا كرامة أو نلعنها لو رفضنا أن نثور على أنفسنا‏

ونظلم غزة لو مجدناها لأن الافتتان بها سيأخذنا إلى حد الانتظار،

وغزة لا تجيء إلينا، غزة لا تحررنا، ليست لغزة خيول ولا طائرات ولا عصي سحرية ولا مكاتب في العواصم،

إن غزة تحرر نفسها من صفاتنا ولغتنا ومن غزاتها في وقت واحد وحين نلتقي بها ذات حلم ربما لن تعرفنا،

لأن غزة من مواليد النار ونحن من مواليد الانتظار والبكاء على الديار‏‏.

صحيح أن لغزة ظروفا خاصة وتقاليد ثورية خاصة‏‏ ولكن سرها ليس لغزا: مقاومتها شعبية متلاحمة تعرف ماذا تريد

(تريد طرد العدو من ثيابها)‏‏

وعلاقة المقاومة فيها بالجماهير هي علاقة الجلد بالعظم. وليست علاقة المدرس بالطلبة.

لم تتحول المقاومة في غزة إلى وظيفة ولم تتحول المقاومة في غزة إلى مؤسسة‏‏.

لم تقبل وصاية أحد ولم تعلق مصيرها على توقيع أحد أو بصمة أحد‏‏.

ولا يهمها كثيرا أن نعرف اسمها وصورتها وفصاحتها لم تصدق أنها مادة إعلامية،

لم تتأهب لعدسات التصوير ولم تضع معجون الابتسام على وجهها.‏‏

لا هي تريد.. ولا نحن نريد‏‏.

من هنا تكون غزة تجارة خاسرة للسماسرة ومن هنا تكون كنزا معنوياً وأخلاقيا لا يقدر لكل العرب‏‏.

ومن جمال غزة أن أصواتنا لا تصل إليها لا شيء يشغلها، لا شيء يدير قبضتها عن وجه العدو،

لأشكال الحكم في الدولة الفلسطينية التي سننشئها على الجانب الشرقي من القمر،

أو على الجانب الغربي من المريخ حين يتم اكتشافه، إنها منكبة على الرفض..

الجوع والرفض والعطش والرفض والتشرد والرفض والتعذيب والرفض والحصار والرفض والموت والرفض.‏

قد ينتصر الأعداء على غزة (وقد ينتصر البحر الهائج على جزيرة قد يقطعون كل أشجارها)

قد يكسرون عظامها‏‏

قد يزرعون الدبابات في أحشاء أطفالها ونسائها وقد يرمونها في البحر أوالرمل أو الدم ولكنها

لن تكرر الأكاذيب ولن تقول للغزاة: نعم‏‏

وستستمر في الانفجار‏‏

لا هو موت ولا هو انتحار ولكنه أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة..‏‏

وستستمر في الانفجار‏‏

لا هو موت ولا هو انتحار ولكنه أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة..

الاثنين، يناير ١٢، ٢٠٠٩

كلنا حماس !!




قصيدة يا تلاميذ غزة
للشاعر نزار القبانى



بهروا الدنيا
وما في يدهم إلا الحجارة
وأضاؤوا كالقناديل
وجاؤوا كالبشارة.
قاوموا
وانفجروا
واستشهدوا
وبقينا دببا قطبية
صفحت أجسادها ضد الحرارة.
قاتلوا عنا
إلى أن قتلوا
وبقينا في مقاهينا
كبصاق المحارة:
واحد
يبحث منا عن تجارة
واحد
يطلب مليارا جديدا
وزواجا رابعا
ونهودا صقلتهن الحضارة
واحد
يبحث في لندن عن قصر منيف
واحد
يعمل سمسار سلاح
واحد
يطلب في البارات ثاره
واحد
يبحث عن عرش وجيش
وإمارة.
آه يا جيل الخيانات
ويا جيل العمولات
ويا جيل النفايات
ويا جيل الدعارة
سوف يجتاحك -مهما أبطأ- التاريخ.
أطفالَ الحجارة.

***
يا تلاميذ غزة
علّمونا
بعض ما عندكم
فنحن نسينا..
علمونا
بأن نكون رجالا
فلدينا الرجال
صاروا عجينا..
علمونا
كيف الحجارة تغدو
بين أيدي الأطفال
ماسا ثمينا..
كيف تغدو
دراجة الطفل لغما
وشريط الحرير
يغدو كمينا..
كيف مصاصة الحليب
إذا ما اعتقلوها
تحولت سكينا.
يا تلاميذ غزة
لا تبالوا
بإذاعاتنا
ولا تسمعونا..
اضربوا
اضربوا
بكل قواكم
واحزموا أمركم
ولا تسألونا..
نحن أهل الحساب
والجمع
والطرح
فخوضوا حروبكم
واتركونا..
إننا الهاربون
من خدمة الجيش
فهاتوا حبالكم
واشنقونا..
نحن موتى
لا يملكون ضريحا
ويتامى
لا يملكون عيونا..
قد لزمنا جحورنا
وطلبنا منكم
أن تقاتلوا التنينا..
قد صغرنا أمامكم
ألف قرن
وكبرتم
خلال شهر قرونا.
يا تلاميذ غزة
لا تعودوا
لكتاباتنا ولا تقرؤونا..
نحن آباؤكم
فلا تشبهونا..
نحن أصنامكم
فلا تعبدونا..
نتعاطى
القات السياسي
والقمع
ونبني مقابرا
وسجونا.
حررونا
من عقدة الخوف فينا
واطردوا
من رؤوسنا الأفيونا..
علمونا
فن التشبث بالأرض
ولا تتركوا
المسيح حزينا.
يا أحباءنا الصغار
سلاما
جعل الله يومكم
ياسمينا..
من شقوق الأرض الخراب
طلعتم
وزرعتم جراحنا
نسرينا..
هذه ثورة الدفاتر
والحبر
فكونوا على الشفاه
لحونا..
أمطرونا
بطولة وشموخا
واغسلونا من قبحنا
اغسلونا..
لا تخافوا موسى
ولا سحر موسى
واستعدوا
لتقطفوا الزيتونا..
إن هذا العصر اليهودي
وهم
سوف ينهار
لو ملكنا اليقينا.
يا مجانين غزة
ألف أهلا
بالمجانين
إن هم حررونا..
إن عصر العقل السياسي
ولى من زمان
فعلمونا الجنونا.

***
يرمي حجرا
أو حجرين
يقطع أفعى إسرائيل إلى نصفين
يمضغ لحم الدبابات
ويأتينا
من غير يدين..
في لحظات
تظهر أرض فوق الغيم
ويولد وطن في العينين..
في لحظات
تظهر حيفا
تظهر يافا
تأتي غزة في أمواج البحر
تضيء القدس
كمئذنة بين الشفتين..
يرسم فرسا
من ياقوت الفجر
ويدخل
كالإسكندر ذي القرنين..
يخلع أبواب التاريخ
وينهي عصر الحشاشين
ويقفل سوق القوادين
ويقطع أيدي المرتزقين
ويلقي تركة أهل الكهف
عن الكتفين..
في لحظات
تحبل أشجار الزيتون
يدر حليب في الثديين..
يرسم أرضا في طبريا
يزرع فيها سنبلتين..
يرسم بيتا فوق الكرمل
يرسم أما تطحن عند الباب
وفنجانين..
في لحظات تهجم رائحة الليمون
ويولد وطن في العينين..
يرمي قمرا من عينيه السوداوين..
وقد يرمي قمرين..
يرمي قلما
يرمي كتبا
يرمي حبرا
يرمي صمغا
يرمي كراسات الرسم
وفرشاة الألوان..
تصرخ مريم يا ولداه
وتأخذه بين الأحضان..
يسقط ولد
في لحظات
يولد آلاف الصبيان..
يكسف قمر غزاوي
في لحظات
يطلع قمر من بيسان..
يدخل وطن للزنزانة
يولد وطن في العينين..
ينفض عن نعليه الرمل
ويدخل في مملكة الماء..
يفتح أفقا آخر
يبدع زمنا آخر
يكتب نصا آخر
يكسر ذاكرة الصحراء..
يقتل لغة مستهلكة
منذ الهمزة حتى الياء..
يفتح ثقبا في القاموس
ويعلن موت النحو
وموت قصائدنا العصماء..
يرمي حجرا
يبدأ وجه فلسطين
يتشكل مثل قصيدة شعر..
يرمي الحجر الثاني
تطفو عكا فوق الماء قصيدة شعر..
يرمي الحجر الثالث
تطلع رام الله بنفسجة من ليل القهر..
يرمي الحجر العاشر
حتى يظهر وجه الله
ويظهر نور الفجر..
يرمي حجر الثورة
حتى يسقط آخر فاشستي
من فاشست العصر..
يرمي
يرمي
يرمي
حتى يقلع نجمة داوود
بيديه
ويرميها في البحر..
تسأل عن الصحف الكبرى
أي نبي هذا القادم من كنعان؟
أي صبي
هذا الخارج من رحم الأحزان؟
أي نبات أسطوري
هذا الطالع من بين الجدران؟
أي نهور من ياقوت
فاضت من ورق القرآن؟
يسأل عنه العرافون
ويسأل عنه الصوفيون
ويسأل عنه البوذيون
ويسأل عنه ملوك الجان:
من هو الولد الطالع
مثل الخوخ الأحمر..
من شجر النسيان؟
من هو هذا الولد الطافش
من صور الأجداد
ومن كذب الأحفاد
ومن سروال بني قحطان؟
من هو هذا الباحث
عن أزهار الحب
وعن شمس الإنسان؟
ومن هو هذا الولد المشتعل العينين
كآلهة اليونان؟
يسأل عنه المضطهدون
ويسأل عنه المقموعون
ويسأل عنه المنفيون
وتسأل عنه عصافير خلف القضبان:
من هو هذا الآتي
من أوجاع الشمع
ومن كتب الرهبان؟
من هو هذا الولد
التبدأ في عينيه
بدايات الأكوان؟
من هو
هذا الولد الزارع
قمح الثورة
في كل مكان؟؟
يكتب عنه القصصيون
ويروي قصته الركبان:
من هو هذا الطفل الهارب من شلل الأطفال
ومن سوس الكلمات؟
من هو
هذا الطافش من مزبلة الصبر
ومن لغة الأموات؟
تسأل صحف العالم:
كيف صبي مثل الوردة
يمحو العالم بالممحاة؟
تسأل صحف في أمريكا
كيف صبي غزاوي
حيفاوي
عكاوي
نابلسي
يقلب شاحنة التاريخ
ويكسر بلّور التوراة؟؟

السبت، يناير ١٠، ٢٠٠٩

الجنة

قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في
وصف الجنة:


وما ذاك إلا غيرة أن ينالها *** سوى كفئها والرب بالخلق أعلم
وإن حجبت عنا بكل كريهة *** وحفت بما يؤذي النفوس ويؤلم
فلله ما في حشوها من مسرة *** وأصناف لذات بها يتنعم
ولله برد العيش بين خيامها *** وروضاتها والثغر في الروض يبسم
ولله واديها الذى هو موعد ال *** مزيد لوفد الحب لو كنت منهم
بذيالك الوادى يهيم صبابة *** محب يرى ان الصبابة مغنم
ولله أفراح المحبين عندما *** يخاطبهم من فوقهم ويسلم
ولله ابصار تري الله جهرة *** فلا الضيم يغشاها ولا هى تسأم
فيا نظرة اهدت الي الوجه نضرة *** أمن بعدها يسلو المحب المتيم
ولله كم من خيرة إن تبسمت *** أضاء لها نور من الفجر أعظم
فيا لذة الأبصار إن هي أقبلت *** ويالذة الأسماع حين تكلم
ويا خجلة الغصن الرطيب اذا انثنت *** ويا خجلة الفجرين حين تبسم
فان كنت ذا قلب عليل بحبها *** فلم يبق الا وصلها لك مرهم
ولا سيما فى لثمها عند ضمها *** وقد صارمنها تحت جيدك معصم
تراه إذا أبدت له حسن وجهها *** يلذ به قبل الوصال وينعم
تفكه منها العين عند اجتلائها *** فواكه شتى طلعها ليس يعدم
عناقيد من كرم وتفاح جنة *** ورمان اغصان به القلب مغرم
وللورد ما قد البسته خدودها *** وللخمر ما قد ضمه الريق والفم
تقسم منها الحسن فى جمع واحد *** فيا عجبا من واحد يتقسم
لها فرق شتى من الحسن أجمعت *** بجملتها إن السلو محرم
تذكر بالرحمن من هو ناظر *** فينطق بالتسبيح لا يتلعثم
إذا قابلت جيش الهموم بوجهها *** تولى على أعقابه الجيش يهزم
فيا خاطب الحسناء إن كنت راغبا *** فهذا زمان المهر فهو المقدم
ولما جرى ماء الشباب بغصنها *** تيقن حقا أنه ليس يهرم
وكن مبغضا للخائنات لحبها *** فتحظى بها من دونهن وتنعم
وكن أيما ممن سواها فإنها *** لمثلك فى جنات عدن تايم
وصم يومك الأدنى لعلك فى غد *** تفوز بعيد الفطر والناس صوم
وأقدم ولا تقنع بعيش منغص *** فما فاز باللذات من ليس يقدم
وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها *** ولم يك فيها منزل لك يعلم
فحى على جنات عدن فإنها *** منازلنا الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبى العدو فهل ترى *** نعود إلى أوطاننا ونسلم
وقد زعموا أن العدو إذا نأى *** وشطت به أوطانه فهو مغرم
وأى اغتراب فوق غربتنا التي *** لها أضحت الأعداء فينا تحكم
وحي على السوق الذى فيه يلتقي ال *** محبون ذاك السوق للقوم يعلم
فما شئت خذ منه بلا ثمن له *** فقد أسلف التجار فيه وأسلموا
وحي على يوم المزيد الذي به *** زيارة رب العرش فاليوم موسم
وحي على واد هنالك أفيح *** وتربته من إذفر المسك أعظم
منابر من نور هناك وفضة *** ومن خالص القيان لا تتقصم
وكثبان مسك قد جعلن مقاعدا *** لمن دون أصحاب المنابر يعلم
فبينا همو فى عيشهم وسرورهم *** وأرزاقهم تجري عليهم وتقسم
إذا هم بنور ساطع أشرقت له *** بأقطارها الجنات لا يتوهم
تجلى لهم رب السماوات جهرة *** فيضحك فوق العرش ثم يكلم
سلام عليكم يسمعون جميعهم *** بآذانهم تسليمه إذ يسلم
يقول سلونى ما اشتهيتم فكل ما *** تريدون عندى أننى أنا أرحم
فقالوا جميعا نحن نسألك الرضا *** فأنت الذى تولى الجميل وترحم
فيعطيهمو هذا ويشهد جمعهم *** عليه تعالى الله فالله أكرم
فيا بائعا هذا ببخس معجل *** كأنك لا تدرى ؛ بلى سوف تعلم
فإن كنت لا تدرى فتلك مصيبة *** وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم

نَصيب

النصيب مشكلة !!

ممكن متكونش مشكلة بالنسبة ليك/ى
بس بكل بساطة و ع بلاطة

الفكرة كلها فى مثال سهل و صغنون اوى
لو انتا ذكرت طول السنة ودحيت كويس اكيد هتحل كويس و هتنجح و هيكون نصيبك انك ناجح السنة دى
بس هتقول ايه انك نجحت بمجهودك" هتنسيب الناجح لنفسك "
و لو انتا فى نفس ذات السنة مذكرتيش و اتدلعت و فكيتك من الدراسة و عيش حياتك هتسقط و هيككون برده نصيبك انك ساقط
يا فشل يابن الناس !!بس هتقول انه نصيب و الحمد لله !! و ابتلاء من ربنا "هتنسب السقوط لربنا "

و فى كلاتا الحالتين ده نصيب اللى هو مكتوب قبل ميلادك
انا بقول ان كلمة نصيب دلوقتى الناس بقيت تستخدمها شماعة للفشل المبغت بكل انواعه و الاهمال و التسيب
و احنا اللى بنصنع حياتنا !! احنا دلوقتى من دلوقتى لو خططتنا لمستقبلنا هيكون احسن مستقبل فى الدنيا ..
و لو تكسالنا و قولنا لما ربنا يسهل ... وضعينا الوقت ننتظر النصيب هيكون مفيش مستقبل !!

تاكلوا على الله و لا تتواكلوا